
مسكين أيها الوطن.. ظلمك أهلك وأبناؤك، تركوك وأنت في أمس الحاجة إليهم.. كلٌ يغني على ليلاه، وليلى الجميع، ليلى الحقيقة، ليلى القضية.. تبحث عن عاشق مخلص، عن محب صادق... تبحث عمن يذوب في هواها، ويتحرق شوقاً لوصالها ورضاها.. تبحث هنا وتفتش هناك، ولكن أنى لها أن نجد معتصم القرن الحادي والعشرين.
في
القلب شريحة كتب عليها: (الوطن)، تعيش مادام القلب حياً، وتموت إن توقف عن
الخفقان!... تشتكي فيتداعى لها سائر القلب بالسهر والحمى.. تتأوّه فتتغير دقاته
وتزداد آلامه ولا يعود له نبضه الحقيقي إلا عندما تعود لها صحتها وعافيتها!..
والعدو
اللدود الذي يهاجم هذه الشريحة يسمى: (الغربة).. مرض خبيث موجع مؤلم، لا تفيد معه
المهدئات والمسكنات مهما تكن قوة تأثيرها، ولا شفاء منه إلا حين استئصاله
واستبعاده تماماً!...
كلنا مرضى بهذا الداء اللعين..