مدينة خارج الزمن - طالب عمران

    حاول زملاؤه إقناعه بعدم السفر في هذا الطقس الحار بسيارته الجديدة ولكنه كان عنيداً، كان يرغب أن يشاهده أبناء حيّه وهو في سيارته الجميلة يروح ويجيء، مع أفراد أهله المدقعين فقراً.. كما كان قلقاً على أمه وليس من حجز مؤمن بسرعة على الطائرة.
    مدينة خارج الزمن, طالب عمران, رواية من الخيال العلمياجتاز عامر مسافة الطريق البحري قبل أن يبدأ الطريق الصحراوي، وتبدأ معه الهواجس التي اجتاحته بشدّة، وهو يرى أن عدد السيارات العابرة قد قلّ كثيراً، حتى أنه انعدم في بعض المناطق..
    وقبيل المغرب بقليل وصل إلى استراحة صغيرة.. لم ير أيّاً من السيارات أمامها.. أوقف سيارته وهو يشعر بالندم.. اقترب منها يبحث عن أحد فيها بدت له كأنها مغلقة وفجأة سمع صوتاً خلفه:
    - نعم.. ماذا تريد؟
    رأى رجلاً كهلاً يرتدي لباساً خفيفاً:
    - أريد أن أجلس قليلاً وأتناول شيئاً من الطعام.. يا عم..
    - لا أحد لديّ هنا.. وأنا رجل لا أرى جيداً.. لا أستطيع أن أخدمك
    - زجاجة مياه غازية، وبعض(البسكويت)
    - تفضل خذ ما تشاء.. الأسعار تجدها أمامك.
    - حسناً.. ألا أحد يعمل لديك هنا؟
    - في الصيف تخفُّ الحركة كثيراً.. فأستغني عن أحد الخدم نهائياً..



    ضع تعليق

سياسة الخصوصية | اتصل بنا | copyright 2013 © 2014 مجرة الكتب