سلسلة عالم المعرفة - العدد : 3
ليس التفكير العلمي هو تفكير العلماء بالضرورة. فالعالم يفكر في مشكلة متخصصة ، هي في أغلب الأحيان منتمية إلى ميدان لا يستطيع
غير المتخصص أن يخوضه ، بل قد لا يعرف في بعض الحالات أنه موجود أصلا. وهو يستخدم في تفكيره وفي التعبير عنه لغة متخصصة يستطيع أن يتداولها مع غيره من العلماء ، هي لغة اصطلاحات ورموز متعارف عليها بينهم ، وان تكن مختلفة كل الاختلاف عن تلك اللغة التي يستخدمها الناس في حديثهم ومعاملاتهم ا لمألوفة. وتفكير العالم يرتكز على حصيلة ضخمة من المعلومات ، بل انه يفترض مقدما كل ما توصلت إليه البشرية طوال تاريخها الماضي في ذلك ا لميدان المعين من ميادين العلم.
أما التفكير العلمي الذي نقصده فلا ينصب على مشكلة متخصصة بعينها ، أو حتى على مجموعة المشكلات المحددة التي يعالجها العلماء ، ولا يفترض معرفة بلغة علمية أو رموز رياضية خاصة ، ولا يقتضي أن يكون ذهن ا لمرء محتشدا
بالمعلومات العلمية أو مدربا على البحث المؤدي إلى حل مشكلات العالم الطبيعي أو الإنساني. بل إن ما نود أن نتحدث عنه إنما هو ذلك النوع من التفكير المنظم ، الذي يمكن أن نستخدمه في شؤون حياتنا اليومية ، أو في النشاط الذي نبذله حين نمارس أعمالنا المهنية المعتادة ، أو في علاقاتنا مع الناس ومع العالم المحيط بنا. وكل ما يشترط في هذا التفكير هو أن يكون منظما ، وأن يبنى على مجموعة من المبادئ التي نطبقها في كل لحظة دون أن نشعر بها شعورا واعيا ، مثل مبدأ استحالة تأكيد الشيء ونقيضه في آن واحد ، والمبدأ القائل أن لكل حادث سببا ، وأن من المحال أن يحدث شيء من لاشيء.
الفصل الأول : سمات التفكير العلمي
الفصل الثاني : عقبات في طريق التفكير العلمي
الفصل الثالث : المعالم الكبرى في طريق العلم
الفصل الرابع : العلم والتكنولوجيا
الفصل الخامس : لمحة عن العلم المعاصر
الفصل السادس : الأبعاد الاجتماعية للعلم المعاصر
الفصل السابع : شخصية العالم
خاتمة
الهوامش
المراجع
التفكير العلمي - فؤاد زكريا |
غير المتخصص أن يخوضه ، بل قد لا يعرف في بعض الحالات أنه موجود أصلا. وهو يستخدم في تفكيره وفي التعبير عنه لغة متخصصة يستطيع أن يتداولها مع غيره من العلماء ، هي لغة اصطلاحات ورموز متعارف عليها بينهم ، وان تكن مختلفة كل الاختلاف عن تلك اللغة التي يستخدمها الناس في حديثهم ومعاملاتهم ا لمألوفة. وتفكير العالم يرتكز على حصيلة ضخمة من المعلومات ، بل انه يفترض مقدما كل ما توصلت إليه البشرية طوال تاريخها الماضي في ذلك ا لميدان المعين من ميادين العلم.
أما التفكير العلمي الذي نقصده فلا ينصب على مشكلة متخصصة بعينها ، أو حتى على مجموعة المشكلات المحددة التي يعالجها العلماء ، ولا يفترض معرفة بلغة علمية أو رموز رياضية خاصة ، ولا يقتضي أن يكون ذهن ا لمرء محتشدا
بالمعلومات العلمية أو مدربا على البحث المؤدي إلى حل مشكلات العالم الطبيعي أو الإنساني. بل إن ما نود أن نتحدث عنه إنما هو ذلك النوع من التفكير المنظم ، الذي يمكن أن نستخدمه في شؤون حياتنا اليومية ، أو في النشاط الذي نبذله حين نمارس أعمالنا المهنية المعتادة ، أو في علاقاتنا مع الناس ومع العالم المحيط بنا. وكل ما يشترط في هذا التفكير هو أن يكون منظما ، وأن يبنى على مجموعة من المبادئ التي نطبقها في كل لحظة دون أن نشعر بها شعورا واعيا ، مثل مبدأ استحالة تأكيد الشيء ونقيضه في آن واحد ، والمبدأ القائل أن لكل حادث سببا ، وأن من المحال أن يحدث شيء من لاشيء.
المحتوى :
مقدمةالفصل الأول : سمات التفكير العلمي
الفصل الثاني : عقبات في طريق التفكير العلمي
الفصل الثالث : المعالم الكبرى في طريق العلم
الفصل الرابع : العلم والتكنولوجيا
الفصل الخامس : لمحة عن العلم المعاصر
الفصل السادس : الأبعاد الاجتماعية للعلم المعاصر
الفصل السابع : شخصية العالم
خاتمة
الهوامش
المراجع