لم تتوقف رياح الصحراء عن الهبوب يوما واحدا.كانت تهب قوية مرة ، وهادئة رضية مرة أخرى ، لكنها دائما ، تدفع امامها أشياء جديدة.
فالرياح التي هبت على السلطان في عين دامة أثناء عودته من الطريفة ، وقد خيم في الناحية الشرقية ، بناء لرغبة العجرمي ، وليكون أيضا بعيدا عن القلعة التي يطل منها خصمه الذي لا ينساه ، عمير ، جعلته ضيق الصدر عصبيا . وإذا كان قد احتمل اليوم الأول ، والليلة الأولى ، فقد طلب ظهر اليوم التالي أن يشد الرحال . قال للعجرمي بمداعبة لا تخلو من غمز :
عين دامة ، يا أبو مشعل ، ما تحملنا حنا الثلاثة ، أنا وأنت وثالثهم...
وأشار إلى القلعة وهو يضحك ، وبعد أن هدأ :
- والقضية الثانية : جانا طارش أن القناصل يريدون يقابلونا بموران ، ولا بد يكون عندهم سالفة ، ويلزم نشوفهم.
العجرمي الذي حاول إقناع السلطان بفوائد مياه عين دامة ، وتاثيرها المؤكد ، كان حريصا أكثر أن يقتنع ببقائه. قال بانفعال :
- الأشياء الزينة ، يا أبو منصور ، والمجربة ، مثل ما يريدها الإنسان لنفسه يريدها للي يحبهم!
- وكل الله ، يا أبو مشعل ، المهم ها الحين ، تشد حيلك ، وترجع لنا معافى وسالم.
وبعد قليل وبتعريض واضح :
- وحنا ، الله يسلمك ، يجي دورنا ونلحق عليها!
مدن الملح - بادية الظلمات |
عين دامة ، يا أبو مشعل ، ما تحملنا حنا الثلاثة ، أنا وأنت وثالثهم...
وأشار إلى القلعة وهو يضحك ، وبعد أن هدأ :
- والقضية الثانية : جانا طارش أن القناصل يريدون يقابلونا بموران ، ولا بد يكون عندهم سالفة ، ويلزم نشوفهم.
العجرمي الذي حاول إقناع السلطان بفوائد مياه عين دامة ، وتاثيرها المؤكد ، كان حريصا أكثر أن يقتنع ببقائه. قال بانفعال :
- الأشياء الزينة ، يا أبو منصور ، والمجربة ، مثل ما يريدها الإنسان لنفسه يريدها للي يحبهم!
- وكل الله ، يا أبو مشعل ، المهم ها الحين ، تشد حيلك ، وترجع لنا معافى وسالم.
وبعد قليل وبتعريض واضح :
- وحنا ، الله يسلمك ، يجي دورنا ونلحق عليها!