قالت لي أمي ، ذات ليلة وهي حامل بي : جاءت إلى بيتنا في
أوماها ، نبراسكا ، على ظهور الخيل ، جماعة الكوكلوكس كلان بقلنسواتها وطوقت البيت
وهي تهدد ببنادقها وتأمر أبي بالخروج . وقالت إنها فتحت الباب ووقفت بحيث يروا
بطنها ثم قالت لهم إنها وحدها في
مذكرات مالكوم إكس |
كان أبي ، القس أورلي ليتل من أتباع ماركوس كارفي الذي
أنشأ في هارليم بنيويورك الجمعية العامة لتحسين ظروف الزنوج ، وشرع ينادي في
إطارها بصفاء الجنس الأسود وضرورة عودته إلى أرض أجداده إفريقيا ، الأمر الذي تسبب
له في متاعب كثيرة .
ودار أعضاء الكوكلوكس كلان بالبيت وهم يهددون ويكسرون
زجج النوافذ بأعقاب بنادقهم ، ثم لكزوا خيلهم وانطلقوا فغابوا في ظلمة الليل
بالسرعة نفسها التي ظهروا بها.
وعندما رجع أبي غضب غضبا شديدا وقرر ، مع أنه لم يكن
رعديدا كأغلب زنوج هذا الزمان ، أن نرحل بمجرد ما تضع أمي حملها الوشيك.
كان
أبي رجلا طويلا عريضا ، شديد السواد ن فقد
إحدى عينيه في ظروف لا أعرفها ، وكان من بلدة راينولدس ، جورجيا حيث التحق
بالمدرسة الابتدائية وتركها قبل الأوان وكان مقتنعا ، على غرار كارفي ، بأن الحرية
والاستقلال والكرامة ، مبادئ يستحيل على الزنوج في أمريكا أن يحققوها ، وأن عليهم
من ثمة أن يعودوا إلى أفريقيا ويتركوا أمريكا للبيض....
ترجمة ليلى أبو زيد