سلسلة عالم المعرفة - العدد : 6
يمر العالم العربي الآن-بعد حقب طويلة من التعرض للتأثيرات الأجنبية ، وبعد اكتشاف إمكانياته الهائلة ، وبعد عديد من الأزمات على الصعيد الداخلي وفي العلاقات الخارجية-بنقطة تحول حضاري وعلى الاتجاه الذي نسير فيه من الآن يتوقف مستقبله لأجيال عديدة : إما أن ننجح في فك إسار التخلف وننطلق في آفاق التقدم الرحبة اللانهائية ، نستعيد أمجادا ما زالت ذكرياتها العطرة تبعث في نفوسنا إحساسا بالمرارة والألم ، إلى جانب مشاعر الاعتزاز والزهو ، أو أن نجهض محاولة الخلاص فنخسر حتى القليل الذي حققناه ، وقد نخسر وجودنا كله.
وبدون أية مبالغة ، يمكن أن نقول أن جيل الشباب هو أمضى أسلحة العالم العربي في صراعه المصيري من أجل الخروج من كهوف الظلام وصنع مستقبل أفضل. وهو فضلا عن ذلك صاحب هذا المستقبل.
غير أن الظروف التي تضع العالم العربي على نقطة تحول حاسمة في تاريخه ، هي نفسها التي تضع الشباب في ((أزمة)). من بين أعراضها صراعهم الحاد مع جيل الكبار: نقدهم له ، ورفضهم لعديد من قيمه و تمردهم على بعض مؤسساته).
جيل الشباب العربي ، إذن ، هم-بالنسبة للأمة العربية-الأمل ومصدر الخطر في وقت واحد.
لقد لعب الشباب في معظم البلاد العربية دورا هاما في عملية تحديث modernization بلادهم. فقد قامت الدعاوى الإصلاحية منذ بداية القرن التاسع عشر وحتى الآن على جهود الشباب ، وحققت ما أنجزته بفضل تضحياتهم. ومن بعض عناصر الشباب الذين سافروا إلى أوروبا في أول لقاء حديث للعالم العربي مع مدنيتها المعجزة ، أو التقوا بمن استقدمتهم بلادهم من ((الخبراء)) الأوروبيين ، كانت ((صفوة التحديث )) modernizing elite التي اعتمدت عليها مجتمعاتهم في الأخذ ببعض أسباب هذه المدنية ، فاستطاعت أن تقاوم الانحلال. أما حركات الاستقلال الوطني ضد الاستعمار ، والتي تمثل بعضها في حروب طاحنة استمر بعضها لعدة سنوات ، فقد كانت حركات شبابية في أهدافها وتكوينها إلى حد بعيد.
المحتوى :
مقدمة
الفصل الأول : مرحلة الشباب : حدودها ، قسماتها ، وأصل الأزمة فيها
الفصل الثاني : المتغيرات التي تؤثر في جيل الشباب العربي
مقدمة (الباب الثاني) : في طبيعة اغتراب الشباب العربي
الفصل الثالث : آلام النمو الأولى وازمة الهوية
الفصل الرابع : أزمة الارتقاء والاستقلال
الفصل الخامس : معاناة فترة الطلب
الفصل السادس : صراع الأجيال
الفصل السابع : نحو المسايرة والإنصياع
الفصل الثامن : تهاوي الأحلام
خاتمة (الباب الثاني) : التجانس واللا تجانس في مواقف جيل الشباب العربي
الفصل التاسع : حضارة الشباب الخاصة أو عالم الشباب الخاص
خاتمة : نحو رؤية موضوعية
المؤلف في سطور.
الشباب العربي ومشكلاته |
وبدون أية مبالغة ، يمكن أن نقول أن جيل الشباب هو أمضى أسلحة العالم العربي في صراعه المصيري من أجل الخروج من كهوف الظلام وصنع مستقبل أفضل. وهو فضلا عن ذلك صاحب هذا المستقبل.
غير أن الظروف التي تضع العالم العربي على نقطة تحول حاسمة في تاريخه ، هي نفسها التي تضع الشباب في ((أزمة)). من بين أعراضها صراعهم الحاد مع جيل الكبار: نقدهم له ، ورفضهم لعديد من قيمه و تمردهم على بعض مؤسساته).
جيل الشباب العربي ، إذن ، هم-بالنسبة للأمة العربية-الأمل ومصدر الخطر في وقت واحد.
لقد لعب الشباب في معظم البلاد العربية دورا هاما في عملية تحديث modernization بلادهم. فقد قامت الدعاوى الإصلاحية منذ بداية القرن التاسع عشر وحتى الآن على جهود الشباب ، وحققت ما أنجزته بفضل تضحياتهم. ومن بعض عناصر الشباب الذين سافروا إلى أوروبا في أول لقاء حديث للعالم العربي مع مدنيتها المعجزة ، أو التقوا بمن استقدمتهم بلادهم من ((الخبراء)) الأوروبيين ، كانت ((صفوة التحديث )) modernizing elite التي اعتمدت عليها مجتمعاتهم في الأخذ ببعض أسباب هذه المدنية ، فاستطاعت أن تقاوم الانحلال. أما حركات الاستقلال الوطني ضد الاستعمار ، والتي تمثل بعضها في حروب طاحنة استمر بعضها لعدة سنوات ، فقد كانت حركات شبابية في أهدافها وتكوينها إلى حد بعيد.
المحتوى :
مقدمة
الفصل الأول : مرحلة الشباب : حدودها ، قسماتها ، وأصل الأزمة فيها
الفصل الثاني : المتغيرات التي تؤثر في جيل الشباب العربي
مقدمة (الباب الثاني) : في طبيعة اغتراب الشباب العربي
الفصل الثالث : آلام النمو الأولى وازمة الهوية
الفصل الرابع : أزمة الارتقاء والاستقلال
الفصل الخامس : معاناة فترة الطلب
الفصل السادس : صراع الأجيال
الفصل السابع : نحو المسايرة والإنصياع
الفصل الثامن : تهاوي الأحلام
خاتمة (الباب الثاني) : التجانس واللا تجانس في مواقف جيل الشباب العربي
الفصل التاسع : حضارة الشباب الخاصة أو عالم الشباب الخاص
خاتمة : نحو رؤية موضوعية
المؤلف في سطور.