شمس النهار - توفيق الحكيم |
هذه مسرحية تعليمية...والاعمال التعليمية في الادب والفن من ((كليلة ودمنة)) إلى ((حكايات لافونتين)) إلى مسرحيات ((بريخت)) وغيرها من آثار هذا النوع ، إنما تهدف إلى توجيه السلوك الفردي أو الاجتماعي.. وهي في أحيان كثيرة لا تخفى مقاصدها..وتتخير من
العبارات ما يصل توا إلى النفوس ويرسخ في الاذهان.. وتنتقي من وسائل التعبير أوضحها وأبسطها..وتتخذ أحيانا من وضع الحكمة والمغزى في صورة مباشرة سلاحا من أسلحتها...وهي على خلاف الفن الآخر الذي يخفى وجهه ويدعك تكشف ما خلفه ، تكشف هي القناع وتقول لك : ((نعم أريد أن أعظك فاستمع إلي؟)).وإزاء هذه الصراحة منها نصغي إلى حكم((كليلةودمنة)) وعظات ((لافونتين)) ومسرحية ((بادن)) التعليمية لبريخت.. دون أن نضجر مما نسمع.. ذلك أن الوعظ في ذاته فن ، ما دام قد قدم لإلينا في شكل جميل.
كل ما ارجوه إذن لهذه المسرحية ، هو أن يكون مضمونها قد قدم في شكل غير ثقيل على النفس ، وأن تحقق ، ولو بقدر ضئيل ما تهدف إليه من مقاصد.