كتاب أحادية الآخر اللغوية تحفة لغوية وأسلوبية بإقرار جهابدة اللغة الفرنسية كما هي ، في الحقيقة ، أغلب مؤلفات دريدا ، ورحلة ممتعة لمن لمن يتدوق لعبة ، بل ألاعيب اللغة ، والتواءاتها ، واستثناءاتها الغريبة على الطريقة "الدريدية" لكن هذه التحفة اللغوية تخفي
بين جنباتها أفكارا ومواقف ينتصب فيها تاريخ دريدا الإنسان عاريا بكل آناته الزمانية الأنطولوجية : الماضي - الحاضر - المستقبل ، ينتصب فيها تاريخه الذي يحيل إلى ما لا يستشعر.
والكتاب عبارة عن حوار هو أقرب ما يكون إلى المونولوج بين جاك دريدا الحاضر ، وعبد الكبير الخطيبي الحاضر - الغائب لجهة أن دريدا نفسه يتحدث عنه بصيغة الغائب. حيث يستحضر أجواء مشاركتهما في أحد الملتقيات التي انعقدت في امريكا حول مسألة الآخر...
ولا شك أن دريدا ، وعبر تدويرات لغوية معقدة ، وأساليب تعود بنا إلى تقنيات التفكيك الكتابية التي مارسها في طقوسها القصوى في كتاباته الأولى ، استطاع أن يتخلص من مجمل الاسئلة المقلقة التي فتح صندوقها هو بذاته وأهمها على الإطلاق تلك المتعلقة بمسألة انتمائه الهوياتي المتارجح بين أرض اسمها الجزائر ودولة إسمها فرنسا ، وطائفة اسمها الطائفة اليهودية . بمعنى ىخر هل الانتماء الحقيقي يكون للأرض ، أم للدولة ، أم أنه لا هذا ولا ذاك لأن الانتماء الحقيقي والأصيل يكون للغة التي نتحدث بها ونبدع بها وفيها.
ينطلق دريدا من مقولة أساسية هي بمثابة مسلمة بالنسبة إليه ومنطوقها : "نعم أنا لا أمتلك إلا لغة واحدة ، ومع ذلك فهي ليست لغتي" . ليسندها فيما بعد بافتراضين اثنين جاءا في شكل نقيضتين :
- الافتراض الأول : "لايمكننا أن نتكلم أبدا إلا لغة واحدة"
- الافتراض الثاني : "لا يمكننا أن نتكلم لغة واحدة فقط"
وواضح منذ البداية أن الإشكال القائم هنا تتم معالجته في مستوى لغوي أفقي لا أكثر ، مايسمح بالقفز فوق تناقضات أنطواوجية ، كينونية لا يمكن مجاوزتها لو تم النظر إليها من زوايا أخرى . مفاد ذلك أن دريدا يتبع في بسط مقارنته منهجا ارتداديا متناقضا تجاه حالة واحدة قائمة ، وتارة أخرى ينطلق من وضع عام ليسقطه على ذاته هو ، لأنه هدفه الأساس هو مقياس النجاعة عبر إظهاره لهذه الحمية النوستالجية المتعلقة بوضعه كيهودي يعيش في بلد لا وطن له وهو الجزائر ، ودولة لا بد لها وهي فرنسا ، وطائفة لا لغة أم (أصلية) لها هي الطائفة اليهودية.
بين جنباتها أفكارا ومواقف ينتصب فيها تاريخ دريدا الإنسان عاريا بكل آناته الزمانية الأنطولوجية : الماضي - الحاضر - المستقبل ، ينتصب فيها تاريخه الذي يحيل إلى ما لا يستشعر.
والكتاب عبارة عن حوار هو أقرب ما يكون إلى المونولوج بين جاك دريدا الحاضر ، وعبد الكبير الخطيبي الحاضر - الغائب لجهة أن دريدا نفسه يتحدث عنه بصيغة الغائب. حيث يستحضر أجواء مشاركتهما في أحد الملتقيات التي انعقدت في امريكا حول مسألة الآخر...
ولا شك أن دريدا ، وعبر تدويرات لغوية معقدة ، وأساليب تعود بنا إلى تقنيات التفكيك الكتابية التي مارسها في طقوسها القصوى في كتاباته الأولى ، استطاع أن يتخلص من مجمل الاسئلة المقلقة التي فتح صندوقها هو بذاته وأهمها على الإطلاق تلك المتعلقة بمسألة انتمائه الهوياتي المتارجح بين أرض اسمها الجزائر ودولة إسمها فرنسا ، وطائفة اسمها الطائفة اليهودية . بمعنى ىخر هل الانتماء الحقيقي يكون للأرض ، أم للدولة ، أم أنه لا هذا ولا ذاك لأن الانتماء الحقيقي والأصيل يكون للغة التي نتحدث بها ونبدع بها وفيها.
ينطلق دريدا من مقولة أساسية هي بمثابة مسلمة بالنسبة إليه ومنطوقها : "نعم أنا لا أمتلك إلا لغة واحدة ، ومع ذلك فهي ليست لغتي" . ليسندها فيما بعد بافتراضين اثنين جاءا في شكل نقيضتين :
- الافتراض الأول : "لايمكننا أن نتكلم أبدا إلا لغة واحدة"
- الافتراض الثاني : "لا يمكننا أن نتكلم لغة واحدة فقط"
وواضح منذ البداية أن الإشكال القائم هنا تتم معالجته في مستوى لغوي أفقي لا أكثر ، مايسمح بالقفز فوق تناقضات أنطواوجية ، كينونية لا يمكن مجاوزتها لو تم النظر إليها من زوايا أخرى . مفاد ذلك أن دريدا يتبع في بسط مقارنته منهجا ارتداديا متناقضا تجاه حالة واحدة قائمة ، وتارة أخرى ينطلق من وضع عام ليسقطه على ذاته هو ، لأنه هدفه الأساس هو مقياس النجاعة عبر إظهاره لهذه الحمية النوستالجية المتعلقة بوضعه كيهودي يعيش في بلد لا وطن له وهو الجزائر ، ودولة لا بد لها وهي فرنسا ، وطائفة لا لغة أم (أصلية) لها هي الطائفة اليهودية.