((الحب هو ماحدث بيننا . والأدب هو كل ما لم يحدث)).
يمكنني اليوم ، بعد ما انتهى كل شيء أن اقول : هنيئا
للأدب على فجيعتنا إذن فما أكبر مساحة ما لم يحدث . إنها تصلح اليوم لأكثر من
كتاب.
وهنيئا للحب أيضا..
فما أجمل الذي حدث بيننا.. ما أجمل الذي لم يحدث..ما
أجمل الذي لن يحدث. إنها تصلح اليوم لأكثر من كتاب .
قبل اليوم كنت أعتقد أننا لا يمكن أن نكتب عن حياتنا إلا
عندما نشفى منها.
عندما يمكن أن نلمس جراحنا القديمة بقلم ، دون أن نتألم
مرة أخرى.
عندما نقدر على النظر خلفنا دون حنين ، دون جنون ، ودون
حقد أيضا.
ايمكن هذا حقا ؟
نحن لا نشفى من ذاكرتنا. ولهذا نحن نكتب ، ولهذا نحن
نرسم ، ولهذا يموت بعضنا أيضا.
- أتريد قهوة؟
يأتي صوت عتيقة غائبا ن وكأنه يطرح السؤال على شخص غيري
. معتذرا دون اعتذار ، على وجه للحزن لم أخلعه منذ أيام.
يخذلني صوتي فجأة..
أجيب بإشارة من رأسي فقط.
فتنسحب لتعود بعد لحظات ، بصينية قهوة نحاسية كبيرة
عليها إبريق ، وفناجين ، وسكرية ، ومرش لماء الزهر ، وصحن للحلويات.
في مدن أخرى تقدم القهوة جاهزة في فنجان ، وضعت جواره
مسبقا ملقة وقطعة سكر.
ولكن قسنطينة مدينة تكره الإيجاز في كل شيء.
إنها تفرد ما عندها دائما. تماما كما تلبس كل ما تملك .
وتقول كل ما تعرف.
ولهذا
كان حتى الحزن وليمة في هذه المدينة..