ذاكرة الجسد - أحلام مستغانمي


    مازلت أذكر قولك ذات يوم :
    تحميل رواية ذاكرة الجسد لأحلام مستغانمي
    ذاكرة الجسد
    ((الحب هو ماحدث بيننا . والأدب هو كل ما لم يحدث)).
    يمكنني اليوم ، بعد ما انتهى كل شيء أن اقول : هنيئا للأدب على فجيعتنا إذن فما أكبر مساحة ما لم يحدث . إنها تصلح اليوم لأكثر من كتاب.
    وهنيئا للحب أيضا..
    فما أجمل الذي حدث بيننا.. ما أجمل الذي لم يحدث..ما أجمل الذي لن يحدث. إنها تصلح اليوم لأكثر من كتاب .
    قبل اليوم كنت أعتقد أننا لا يمكن أن نكتب عن حياتنا إلا عندما نشفى منها.
    عندما يمكن أن نلمس جراحنا القديمة بقلم ، دون أن نتألم مرة أخرى.
    عندما نقدر على النظر خلفنا دون حنين ، دون جنون ، ودون حقد أيضا.
    ايمكن هذا حقا ؟
    نحن لا نشفى من ذاكرتنا. ولهذا نحن نكتب ، ولهذا نحن نرسم ، ولهذا يموت بعضنا أيضا.
    - أتريد قهوة؟
    يأتي صوت عتيقة غائبا ن وكأنه يطرح السؤال على شخص غيري . معتذرا دون اعتذار ، على وجه للحزن لم أخلعه منذ أيام.
    يخذلني صوتي فجأة..
    أجيب بإشارة من رأسي فقط.
    فتنسحب لتعود بعد لحظات ، بصينية قهوة نحاسية كبيرة عليها إبريق ، وفناجين ، وسكرية ، ومرش لماء الزهر ، وصحن للحلويات.
    في مدن أخرى تقدم القهوة جاهزة في فنجان ، وضعت جواره مسبقا ملقة وقطعة سكر.
    ولكن قسنطينة مدينة تكره الإيجاز في كل شيء.
    إنها تفرد ما عندها دائما. تماما كما تلبس كل ما تملك . وتقول كل ما تعرف.
    ولهذا كان حتى الحزن وليمة في هذه المدينة..


    ضع تعليق

سياسة الخصوصية | اتصل بنا | copyright 2013 © 2014 مجرة الكتب