كيف استطاعت رؤية شركة واحدة أن تحول حياتنا
لقد بات من الصعب تصور العالم من دون غوغل. غير أن المؤلف ، وهو المراقب المتحمس للمشهد التقني الخاص بالشركة يكشف أن نشوء عملاق عمليات البحث كان أمرا بعيدا عن الحتمية. فبعد عامين فقط من انضمامها إلى غوغل في عام 1999 ، اكتشفت ماريسا ماير التي أصبحت الآن نائب رئيس الشركة لمنتجات البحث وخبرات المستخدمين ، أن اختباء لاري بيج - أحد مؤسسي الشركة - في المطبخ ، بعد توقف الموقع عن العمل ، في دلالة على عجزه عن مواجهة المشكلة ، واستنتجت ماير حينها أن فرصة الشركة في النجاح كانت لا تتجاوز نسبة 2 بالمائة . إلا أنه تبين أن غوغل قد انبثقت إلى الوجود في الوقت الصحيح ، فالشبكة العالمية استمرت في النمو إلى حد الإنفجار ن مما استدعى نشوء أساليب جديدة للإبحار عبر كافة المعلومات التي تعرضها.
وهكذا ، أفاد هذا التوقيت خبراء البحث في غوغل إلى الحد الأقصى. فمقاربتهم المبتكرة اعتمدت على استخدام حواسيب رخيصة. يكتب ستروس عن الأمر فيقول : ((لقد جمعوا بنية تحتية حاسوبية ، أتاحت لغوغل التحرك بقعالية كبيرة في اتجاهات متعددة في الوقت نفسه ، دونما القلق حيال نفاذ قدراتهم)). وتحديدا لأن الشركة كانت تقدم خدماتها التي تتراوح من البريد الإلكتروني إلى المشاركة بمقاطع الفيديو ، بصورة مجانية ، فقد تنامت شعبية تلك الخدمات بسرعة لتشد من أزر الدعامة الرئيسية في عمل غوغل ، ألا وهي الإعلانات من خلال عمليات البحث ، يكتب ستروس : ((لقد تجلت السخرية في تجنبهم للاعتبارات المألوفة في حساب التكاليف)). أي من خلال الإنفاق المفتوح على البنية التحتية وغيرها ، ((لقد مكنهم من الظهور السريع كأحد أكثر المشاريع ربحية على الإطلاق في العصر الحديث))....