فكر المسلمون الأوائل وسلكوا ، انطلاقا من إيمانهم بأن الدين الإسلامي أساس ومقياس للنظرة إلى الغيب وإلى الحياة الإنسانية معا ، وقد ربطوا ربطا عضويا بين الدين وتنظيم الحياة من جهة ن وبينه وبين اللغة والشعر والفكر ، من جهة ثانية . وبما أن الوحي نزل في
قريش ونطق باللغة العربية ، فقد جعلوا من القرشية شرطا لصحة الإمامة ، وجعلوا من النموذج الكامل للغة (قبل القرآن) ، أي الشعر الجاهلي ، نموذجا ومقياسا لكل شعر يأتي بعده . هكذا قرنوا الفكر والسياسة بالدين ، فصحة الموقف السياسي تقاس بصحة الدين ، وصحة الشاعر (والمفكر بعامة) ، تقاس كذلك ، بصحة دينه . ومن هنا تجسدت الثقافة الإسلامية - العربية ، عمليا ، في مؤسسة الخلافة ، أي في النظام أو الدولة.
الأصول - الجزء الأول من كتاب الثابت والمتحول ، يعرض لهذا كله ، من جهة ، مسميا إياه ، اصطلاحا ، ب ((الثابت)) ، ومن جهة ثانية ، للاتجاهات التي حاولت أن تؤوله ، وان تطرح مفهومات أخرى ن وهو ما سمي ، اصطلاحا ب ((المتحول)).
![]() |
الثابت والمتحول |
الأصول - الجزء الأول من كتاب الثابت والمتحول ، يعرض لهذا كله ، من جهة ، مسميا إياه ، اصطلاحا ، ب ((الثابت)) ، ومن جهة ثانية ، للاتجاهات التي حاولت أن تؤوله ، وان تطرح مفهومات أخرى ن وهو ما سمي ، اصطلاحا ب ((المتحول)).
أدونيس
محتويات الكتاب
القسم الأول : أصول الاتباع أو الثبات
1- الاتباعية والخلافة والسياسة - 2- الاتباعية في السنة والفقه - 3- الاتباعية في الشعر والنقد