![فصوص الحكم - محيي الدين بن عربي](https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEj_Klgj_qHDByDkg6ivqbEefPMFPM_PHtiU1D6Gsf3nPcz72Bn6pb76AuH4tqONNKE_iNeAKIpniDjaNxbP9fchL2dAOuXXAvk7owG0JPm7k3UEM4RB8-TYPIFrT21d3g5El5Q4TiIm4iN_/s1600/%D9%81%D8%B5%D9%88%D8%B5+%D8%A7%D9%84%D8%AD%D9%83%D9%85.jpg)
من كل مصدر وسعه أن يستمد منه ، كالقرآن والحديث وعلم الكلام والفلسفة المشائية والفلسفة الأفلاطونية الحديثة الغنوصية المسيحية ، والرواقية وفلسفة فيلون اليهودي ، كما انتفع بمصطلحات الإسماعيلية الباطنية والقرامطة وإخوان الصفا ومتصوفة الإسلام المتقدمين عليه . ولكنه صبغ هذه المصطلحات جميعها بصبغته الخاصة وأعطى لكل منها معنى جديدا يتفق مع روح مذهبه العام في وحدة الوجود ، فخلف بذلك ثروة لفظية في فلسفة التصوف كانت عدة متصوفة وحدة الوجود في العالم الإسلامي عدة قرون ، وحولها حامت جميع المعاني التي طرقها كتابهم . وما من صوفي إسلامي أتى بعد ابن عربي ، شاعرا كان أم غير شاعر ، عربيا كان أم فارسيا أم تركيا ، إلا تأثر بمصطلحه ، ونطق عن وحي كلمه . ولست أذهب إلى أن هذا المصطلح الفلسفي الصوفي الكامل الذي وضع فيه المؤلف كتابا خاصا ، موجود برمته في الفصوص ، فإن فتوحاته المكية التي هي أعظم موسوعة في التصوف في اللغة العربية غني حافل بهذه المصطلحات ، ولكن الفصوص حوى أمهاتها وأضفى عليها من الدقة العلمية والنضج الفكري ما لا نجده في كتاب آخر.