يعاني كل منا تقريبا  شكلا من أشكال ضعف الذاكرة قبل أن يبلغ منتصف العمر. وبفضل إمكانية تصوير المخ والتقنيات الوراثية
الحديثة ، يمكن للعلماء الآن أن يلاحظوا المؤشرات المادية المبتكرة لشيخوخة المخ في أشخاص في الخامسة والعشرين من العمر ، تنشأ لويحات وتعقدات دقيقة وتنمو بكثافة في المخ وتبدأ في التراكم عقودا قبل أن تظهر أي أعراض لضعف الذاكرة في منتصف العمر . ويمكن لبقعة دقيقة من اللويحات في المخ عند شخص في التلاثين من العمر أن تشير إلى الإصابة بمرض ألزهايمر (خرف الشيخوخة) بعد أربعين سنة من الآن.
على أننا لا ينبغي أن نيأس. إن وضع مفاتيحك في غير موضعها بضع مرات لا يعني أن عليك أن تبدأ في وضع بطاقات على أدراج خزاناتك لتمييز ما تضعه فيها. إن ضعف الذاكرة ليس نتيجة حتمية لتقدم العمر ، فالمخ يستطيع المقاومة ، وسيعطيك هذا الكتاب الأدوات اللازمة لذلك. يمكننا أن نحسن أداء ذاكرتنا عاجلا ونقاوم ، أو حتى نمنع ، تدهور الذاكرة في المستقبل. وكلما أسرعنا في البدء في برامج الذاكرة ، وضعنا أنفسنا بسرعة أكبر على الطريق للحفاظ على شباب وصحة مخاخنا لبقية حياتنا.