نشرت رواية ((الشيء الآخر)) للمرة الأولى في مجلة ((الحوادث)) الأسبوعية التي تصدر في بيروت ، على تسع حلقات متتالية ابتداء
من يوم الجمعة 25 حزيران 1966 تحت عنوان ((من قتل ليلى الحايك)). ولم يقم كنفاني بإعادة نشر الرواية في كتاب مستقل ربما بسبب تغير الظروف السياسية بعد حرب حزيران 1967.
وقد نشرت الرواية على شكل حلقات وصور ، إذ قام المخرج والناقد السينمائي سمير نصري بتحويل الرواية إلى مشاهد ولقطات ، نفذها مجموعة من الممثلين : رندة ، منى سعد ، وليد خاطر ، رشيد علامة ويسف فخري ، وقام زهير سعادة بتحويلها إلى صور فوتوغرافية ، ترافق النص.
ورواية ((الشيء الآخر)) ، هي نسيج قصصي لم نألفه في نتاج كنفاني السابق أو اللاحق . فهو يكتب عملا بوليسيا أو شبه بوليسي ، ويحيل الحبكة القصصية إلى لحظات من التوتر لمعرفة القاتل ، ومعرفة الظروف المحيطة بالجريمة التي أودت بليلى الحايك.
وكنفاني يجعل من المتهم محاميا يعجز الدفاع عن نفسه ، من أجل أن يعطي لهذا الطابع البوليسي الذي يلف الرواية أبعادا سيكولوجية وفلسفية . إنها ليست مجرد رواية بوليسية تنتهي إلى تمجيد البوليس أو الاعتراف بذكائه ، وليست مجرد رواية عن عالم الجريمة كي تكتفي بالكشف عن الحيلة الإنسانية في أكثر المواقف صعوبة ومأساوية. كنفاني ينطلق من حادثة القتل الغامضة من أجل أن يحاول محاكمة القضايا الكبرى التي تعترض الحياة الإنسانية : الحب ، الزواج ، العدالة ، الخيانة. وهو في محاكمته يلجأ إلى إعادة كتابة الواقع من رؤية المتهم - الضحية ، ليظهر لنا من خلال هذه الرؤية مجموعة الاستحالات التي تقف في وجه الإنسان.
(( الشيء الآخر)) أو ((من قتل ليلى الحايك)) ، هي محاولة لطرح إشكالية الحياة من منطلقات العجز الإنساني عن الكشف عن حقيقة الأشياء ، ومن منطلق الضحية التي لا تحاول الدفاع عن نفسها ، لأنها تعلم استحالة هذا الدفاع.
ومن أجل أن تنجح الرواية في قول جميع هذه الأشياء دفعة واحدة ، فإنها تلجأ إلى أسلوب التسويق البوليسي ، فيقدم لنا كنفاني عملا لا يمت بكبير صلة إلى أعماله الأدبية الأخرى. يخرج عن الموضوع الفلسطيني ، ويدخل عوالم الجريمة والجنس والخوف والموت ، ليخرج منها بحصاد روائي يطرح الكثير من الأسئلة....
![]() |
الشيء الآخر |
وقد نشرت الرواية على شكل حلقات وصور ، إذ قام المخرج والناقد السينمائي سمير نصري بتحويل الرواية إلى مشاهد ولقطات ، نفذها مجموعة من الممثلين : رندة ، منى سعد ، وليد خاطر ، رشيد علامة ويسف فخري ، وقام زهير سعادة بتحويلها إلى صور فوتوغرافية ، ترافق النص.
ورواية ((الشيء الآخر)) ، هي نسيج قصصي لم نألفه في نتاج كنفاني السابق أو اللاحق . فهو يكتب عملا بوليسيا أو شبه بوليسي ، ويحيل الحبكة القصصية إلى لحظات من التوتر لمعرفة القاتل ، ومعرفة الظروف المحيطة بالجريمة التي أودت بليلى الحايك.
وكنفاني يجعل من المتهم محاميا يعجز الدفاع عن نفسه ، من أجل أن يعطي لهذا الطابع البوليسي الذي يلف الرواية أبعادا سيكولوجية وفلسفية . إنها ليست مجرد رواية بوليسية تنتهي إلى تمجيد البوليس أو الاعتراف بذكائه ، وليست مجرد رواية عن عالم الجريمة كي تكتفي بالكشف عن الحيلة الإنسانية في أكثر المواقف صعوبة ومأساوية. كنفاني ينطلق من حادثة القتل الغامضة من أجل أن يحاول محاكمة القضايا الكبرى التي تعترض الحياة الإنسانية : الحب ، الزواج ، العدالة ، الخيانة. وهو في محاكمته يلجأ إلى إعادة كتابة الواقع من رؤية المتهم - الضحية ، ليظهر لنا من خلال هذه الرؤية مجموعة الاستحالات التي تقف في وجه الإنسان.
(( الشيء الآخر)) أو ((من قتل ليلى الحايك)) ، هي محاولة لطرح إشكالية الحياة من منطلقات العجز الإنساني عن الكشف عن حقيقة الأشياء ، ومن منطلق الضحية التي لا تحاول الدفاع عن نفسها ، لأنها تعلم استحالة هذا الدفاع.
ومن أجل أن تنجح الرواية في قول جميع هذه الأشياء دفعة واحدة ، فإنها تلجأ إلى أسلوب التسويق البوليسي ، فيقدم لنا كنفاني عملا لا يمت بكبير صلة إلى أعماله الأدبية الأخرى. يخرج عن الموضوع الفلسطيني ، ويدخل عوالم الجريمة والجنس والخوف والموت ، ليخرج منها بحصاد روائي يطرح الكثير من الأسئلة....