كان مساء 8 أكتوبر باردا والجو ملبدا بالغيوم. وعندما أقبل أول الليل أخذت مساكن شارع رامبران تتوارى عن النظر شيئا فشيئا
وراء حجب أستار ذلك الظلام الحالك وكان الهدوء محيطا بالمكان والسكينة محدقة بجهاته الأربع كأنه روضة في قفر.
وإذا بامرأة حديثة السن حسنة الهيئة جميلة المنظر ملتحفة برداء أسود واسع تعبر الطريق بسرعة وهي تذهب وتاتي وتصعد وتنزل ناحية الرصيف بين شارع لسبون وشارع كوسل إلى أن وقفت أخيرا أمام أحد بيوت الشارع الثاني ونظرت مليا واجهته المشرفة على السكة. لو صادفها أحد من المارين وقتئد على تلك الحال لما شك في أنها تنتظر شخصا ما وأن ذلك المكان هو موعد للقائهما. غير أنه لم يكن من سبب لمجيئها سوى مراقبة خيال.. خيال فتاة ولدت في ذلك البيت منذ إحدى عشرة سنة إلا أنها كانت منذ حين رقدت رقادها الابدي تحت المرمر المحاط بشجيرات الورد الأبيض.
هذا وقد هجم الظلام الحالك بخيله ورجله حتى أن كثرة المصابيح المتلألئة لم تكن تغني شيئا. فجلست تلك المرأة بالقرب من باب إحدى الحدائق وغاصت في بحر من الأفكار المزعجة وبعد هنيهة بدأت دموعها الكثيرة تنهل على وجناتها وهي تتأوه وتصعد الزفرات من قلب مجروح. وفي غضون ذلك أرادت أن تترك تلك البقعة التي كثيرا ما تذكرتها أيام سعادتها وإذ عزمت على مفارقة ذلك المكان سمعت بغتة صوت مركبة في أول شارع كوسل فاستولى عليها رعب شديد واكتنفتها الحيرة من كل جانب وأخذت ترتجف وهي لا تدري ماذا تعمل من شدة انفعالها وأوشكت أن تقع على الحضيض لكن يدا قوية أمسكتها بغتة وهي مطبقة الجفنين كمغمى عليها واضعة رأسها على ذلك الكتف التي تسندها وفي أثناء ذلك سمعت صوتا كان قد غاب عنها منذ خمس سنوات....
وراء حجب أستار ذلك الظلام الحالك وكان الهدوء محيطا بالمكان والسكينة محدقة بجهاته الأربع كأنه روضة في قفر.
وإذا بامرأة حديثة السن حسنة الهيئة جميلة المنظر ملتحفة برداء أسود واسع تعبر الطريق بسرعة وهي تذهب وتاتي وتصعد وتنزل ناحية الرصيف بين شارع لسبون وشارع كوسل إلى أن وقفت أخيرا أمام أحد بيوت الشارع الثاني ونظرت مليا واجهته المشرفة على السكة. لو صادفها أحد من المارين وقتئد على تلك الحال لما شك في أنها تنتظر شخصا ما وأن ذلك المكان هو موعد للقائهما. غير أنه لم يكن من سبب لمجيئها سوى مراقبة خيال.. خيال فتاة ولدت في ذلك البيت منذ إحدى عشرة سنة إلا أنها كانت منذ حين رقدت رقادها الابدي تحت المرمر المحاط بشجيرات الورد الأبيض.
هذا وقد هجم الظلام الحالك بخيله ورجله حتى أن كثرة المصابيح المتلألئة لم تكن تغني شيئا. فجلست تلك المرأة بالقرب من باب إحدى الحدائق وغاصت في بحر من الأفكار المزعجة وبعد هنيهة بدأت دموعها الكثيرة تنهل على وجناتها وهي تتأوه وتصعد الزفرات من قلب مجروح. وفي غضون ذلك أرادت أن تترك تلك البقعة التي كثيرا ما تذكرتها أيام سعادتها وإذ عزمت على مفارقة ذلك المكان سمعت بغتة صوت مركبة في أول شارع كوسل فاستولى عليها رعب شديد واكتنفتها الحيرة من كل جانب وأخذت ترتجف وهي لا تدري ماذا تعمل من شدة انفعالها وأوشكت أن تقع على الحضيض لكن يدا قوية أمسكتها بغتة وهي مطبقة الجفنين كمغمى عليها واضعة رأسها على ذلك الكتف التي تسندها وفي أثناء ذلك سمعت صوتا كان قد غاب عنها منذ خمس سنوات....