مقتطف من المؤلف :

لم أتخيل في يوم من الأيام أني سأحمل قلما أسطر به حروفا كثيرة تتصارع في قلب الأوراق ، حروفا تحمل بين طياتها آلاف

مذكرا ت الجراح

المعاني والصور ، فكنت فيما سبق مجرد شخص هاو يناوش الحروف قليلا ويلاطفها بقليل من الخواطر والهمسات ، ويبتعد كل البعد عن الصفحات المليئة بالمفردات ، ليس ذلك ضربا من ضروب الخوف من الظهور ، لكن بسبب الرهبة من عظمة المفردة.
فمن الجرأة أن آتي الآن لأشمر عن ذراعي وأكتب أوراقا تعج بالمفردات والصور التي أخجل سابقا من رسمها هنا.
آتي إلى هنا وأطلق للدموع فصاحة الكلام ، فصاحتها التي كانت تنقش حروفها بدموع على صفحات الخدود ، فسأجعلها هنا منثورة على جسد الأوراق كالورد.
((مذكرات الجراح))
هي حوادث ودمعات ليست بقريبة ، مر عليها 1350 عاما ولا زالت حاضرة بقلب الحدث ، ولا زالت تملأ الأباريق بالدموع ، وتبعث في النفوس الخشوع ، هي مذكرات عتيقة رأيتها بعين تغشيها الدموع ، تلمستها بيد فرأيتها أمرا ملموسا لا يرى ، رأيت موسيقى ترفض العزف ، مقطوعات بكائية كل عام ، أخذت أترنم لطربها المفجع ، ولا زال صدى أحزانها يدق ناقوس الحزن والنحيب بقلبي كل عام منذ ذلك العام الكئيب.

مقتطفات من فهرس المؤلف :

- مقدمة...................................................................ص7
- كلمة لابد منها .........................................................ص11
- مذكرات الجراح.......................................................ص15
- فلسفة البكاء............................................................ص17
- خذني لا أريد الذهاب..................................................ص21
- حكاية غريب...........................................................ص25
- هموم بالصحراء.......................................................ص29
- هنا مدينة الأحزان ....................................................ص33
- جيوش حاربت الله ...................................................ص37
- نواعي كربلاء ، الأولى .............................................ص41
- ماء الخلود الأبدي ....................................................ص45
- سواد الليل.............................................................ص49
- عهد العاشقين يتجدد ...................................................ص51